الصدقة التطوعية
الصدقة التطوعية هي صدقة غير واجبة، وإنما يتطوع بها الإنسان بإرادته للتقرب إلى الله. فلا تَدْخُل في مُسَمَّى الصدقة المُختصة ببعض الأحكام في الشرع. وتشمل التبرع بالأموال والطعام والملابس.
أنواع الصدقة التطوعية – النافلة
الصدقة غير الجارية هي: المال الذي يُعطَى للفقير؛ لينتفع به فقط دون حبس أصله عليه، كإعطائه طعاماً، أو كسوة، أو مالاً ينفقه كيف شاء.
الصدقة الجارية فهي: ما يُحبَس فيها أصل المال ومنفعته على شيء معين، بنيّة صرف الرّبح إلى المحتاجين وفي كافة وجوه الخير، مثل: بناء المساجد، والمستشفيات، ودور العلم، والإنفاق على طلبته، ووقف محصول الأراضي الزراعية أو أرباح الأنشطة التجارية على جهة بر معينة.
صدقة إطعام الطعام: إن صدقة إطعام الطعام من أفضل الأعمال، ولاسيما إن كان من بينهم من هو صائم. وقد وصف القرآن الكريم الأبرار بأنهم يطعمون الطعام للفقراء فاِستحقوا الجنة، قال تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا». وقال رسول الله ﷺ: « أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ».
صدقة المساهمة في بناء مسجد أو مدرسة: إن بناء المساجد والمدارس وإعمارها من أفضل أعمال الخير ولها ثوابٌ عظيم، وهي من الصدقة الجارية التي يمتد ثوابها وأجرها حتى بعد موت الإنسان. قال الله تعالى: (إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ).
صدقة المساهمة في زراعة الأشجار: إن غرس الشجر أو غيره من النبات الذي ينتفع بثمرته أو ظله فيه خير وأجر كثير، ويستمر فضل زراعة الشجر كصدقة جارية يلحق ثوابها بصاحبها بعد موته, عن أنس رضي الله عنه قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِن مُسلمٍ يَغرِسُ غَرْسًا إلا كان ما أُكِلَ منهُ لهُ صَدَقةٌ وما سُرِقَ مِنهُ لهُ صَدَقةٌ وما أَكَلَ السّبُعُ فهوَ له صدَقةٌ وما أَكلَتِ الطّيرُ فهوَ له صدَقةٌ ولا يَرْزَؤه أحدٌ إلا كانَ لهُ صَدقةٌ). رواه مسلم.
صدقة كفالة اليتيم أو طالب علم: تُعد كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية قال الله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما)
كما أن العلم والاِنتفاع به قد تكون صدقة جارية للإنسان بعد وفاته، وقد أشار الرسول ﷺ في حديثه إلى أن الدنيا بكاملها لا قيمة لها – بل هي ملعونة – إلا إذا اِزدانت بالعلم وذِكْر الله -عزوجل- فقد قال رسول الله ﷺ: "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ: ذِكْرَ اللهِ وَمَا وَالاَهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا".
صدقة سقيا الماء وحفر بئر مياه: تعتبر صدقة الماء وسقيا العطشى من أفضل الصدقات، كما أخبرنا بذلك الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. أن يكون لك مشروع تُجري به نهراً أو تحفر بئر ماء صدقة جارية، يروي ظمأ العطشى في إحدى القرى أو البلدات النائية. لتصير لك حسنة عن كل قطرة ماء تخرج من هذا البئر, روي عن الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: ( قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء) – رواه البخاري.